Monday, January 14, 2008

هَذِي بـِلادٌ .. لمْ تـَعُـــدْ كـَبـِلادِي

الشاعر الكبير فاروق جويدة يكتب قصيدتة لعام 2007

هذى بلاد .. لم تعد كبلادى

إلى شهداء مصر من الشباب الذين ابتلعتهم الأمواج على شواطئ إيطاليا و تركيا و اليونان


كم عشتُ أسألُ: أين وجــــــــهُ بــــلادي

أين النخيلُ وأيـن دفءُ الــوادي

لاشيء يبدو في السَّمـَــاءِ أمـامنــــــــــا

غيرُ الظـلام ِوصــورةِ الجــلاد

هو لا يغيبُ عن العيــــــــون ِكأنــــــــه

قدرٌٌ .. كيوم ِ البعــثِ والميــــلادِ

قـَدْ عِشْتُ أصْــــرُخُ بَينـَكـُمْ وأنـَـــــادي

أبْنِي قـُصُورًا مِنْ تِـلال ِ رَمَـــادِ

أهْفـُـو لأرْض ٍلا تـُسـَـــاومُ فـَرْحَتـِــــي

لا تـَسْتِبيحُ كـَرَامَتِي .. وَعِنَــادِي

أشْتـَـاقُ أطـْفـَـــــالا ً كـَحَبــَّاتِ النـَّــــدَي

يتـَرَاقصُونَ مَـعَ الصَّبَاح ِالنـَّادِي

أهْـــفـُــــو لأيـَّـام ٍتـَـوَارَي سِحْــرُهَـــــا

صَخَبِ الجـِيادِ.. وَفرْحَةِ الأعْيادِ

اشْتـَقـْــــتُ يوْمـًا أنْ تـَعـُــودَ بــِــــلادِي

غابَتْ وَغِبْنـَا .. وَانـْتهَتْ ببعَادِي

فِي كـُلِّ نَجْــم ٍ ضَــلَّ حُلـْـــٌم ضَائـِـــــع ٌ

وَسَحَابَــة ٌ لـَبسـَـتْ ثيــَـابَ حِدَادِ

وَعَلـَي الـْمَدَي أسْـرَابُ طـَيــر ٍرَاحِــــل ٍ

نـَسِي الغِنَاءَ فصَارَ سِـْربَ جَرَادِ

هَذِي بِلادٌ تـَاجَـــرَتْ فــِـي عِرْضِهـــَــا

وَتـَفـَـرَّقـَتْ شِيعًا بـِكـُـــلِّ مَـــزَادِ

لـَمْ يبْقَ مِنْ صَخَبِ الـِجيادِ سِوَي الأسَي

تـَاريخُ هَذِي الأرْضِ بَعْضُ جِيادِ

فِي كـُلِّ رُكـْن ٍمِنْ رُبــُــوع بـِـــــلادِي

تـَبْدُو أمَامِي صـُورَة ُالجــَــــلادِ

لـَمَحُوهُ مِنْ زَمَن ٍ يضَاجـِــعُ أرْضَهَـــا

حَمَلـَتْ سِفـَاحًا فـَاسْتبَاحَ الـوَادِي

لـَمْ يبْقَ غَيرُ صـُـرَاخ ِ أمـْــس ٍ رَاحـِـل ٍ

وَمَقـَابـِر ٍ سَئِمَتْ مـِــنَ الأجْـــدَادِ

وَعِصَابَةٍ سَرَقـَتْ نـَزيــفَ عُيـُـونِنـَــــا

بـِالقـَهْر ِ والتـَّدْليـِس ِ.. والأحْقـَادِ

مَا عَادَ فِيهَا ضَوْءُ نـَجْــــم ٍ شـَــــــاردٍ

مَا عَادَ فِيها صَوْتُ طـَير ٍشـَـــادِ

تـَمْضِي بـِنـَا الأحْزَانُ سَاخِــــرَة ًبـِنـَــا

وَتـَزُورُنـَا دَوْمــًا بـِـلا مِيعــَـــادِ

شَيءُ تـَكـَسَّرَ فِي عُيونـِــــي بَعْدَمَـــــا

ضَاقَ الزَّمَانُ بـِثـَوْرَتِي وَعِنَادِي

أحْبَبْتـُهَا حَتـَّي الثـُّمَالـَـــــة َ بَينـَمـَــــــا

بَاعَتْ صِبَاهَا الغـَضَّ للأوْغـَــادِ

لـَمْ يبْقَ فِيها غَيـرُ صُبْــح ٍكـَـــــــاذِبٍ

وَصُرَاخ ِأرْض ٍفي لـَظي اسْتِعْبَادِ

لا تـَسْألوُنـِي عَنْ دُمُـوع بــِــــــلادِي

عَنْ حُزْنِهَا فِي لحْظةِ اسْتِشْهَادِي

فِي كـُلِّ شِبْر ٍ مِنْ ثـَرَاهـَا صَــرْخَـــة ٌ

كـَانـَتْ تـُهَرْولُ خـَلـْفـَنـَا وتـُنَادِي

الأفـْقُ يصْغُرُ .. والسَّمَــاءُ كـَئِيبـَـة ٌ

خـَلـْفَ الغُيوم ِأرَي جـِبَالَ سَـوَادِ

تـَتـَلاطـَمُ الأمْوَاجُ فـَــوْقَ رُؤُوسِنـَــــــا

والرَّيحُ تـُلـْقِي للصُّخُور ِعَتـَادِي

نَامَتْ عَلـَي الأفـُق البَعِيـــدِ مَلامــــــحٌ

وَتـَجَمَّدَتْ بَينَ الصَّقِيـِع أيـــَـــادِ

وَرَفـَعْتُ كـَفـِّي قـَدْ يرَانـِي عَاِبـــــــــرٌ

فرَأيتُ أمِّي فِي ثِيـَــابِ حـِـــــدَادِ

أجْسَادُنـَا كـَانـَتْ تـُعَانـِـــقُ بَعْضَهـَــــا

كـَوَدَاع ِ أحْبَــابٍ بــِــلا مِيعـَــادِ

البَحْرُ لـَمْ يرْحَمْ بَـرَاءَة َعُمْرنـَـــــــــا

تـَتـَزاحَمُ الأجْسَادُ .. فِي الأجْسَادِ

حَتـَّي الشَّهَادَة ُرَاوَغـَتـْنــِي لـَحْظـَــة ً

وَاستيقـَظـَتْ فجْرًا أضَاءَ فـُؤَادي

هَذا قـَمِيـصـِـــي فِيهِ وَجْــــهُ بُنـَيتــِي

وَدُعَاءُ أمي .."كِيسُ"مِلـْح ٍزَادِي

رُدُّوا إلي أمِّي القـَمِيـــصَ فـَقـَـدْ رَأتْ

مَالا أرَي منْ غـُرْبَتِي وَمُـرَادِي

وَطـَنٌ بَخِيلٌ بَاعَنــي فـــــي غفلـــــةٍ

حِينَ اشْترتـْهُ عِصَابَة ُالإفـْسَـــادِ

شَاهَدْتُ مِنْ خـَلـْفِ الحُدُودِ مَوَاكِبــًـا

للجُوع ِتصْرُخُ فِي حِمَي الأسْيادِ

كـَانـَتْ حُشُودُ المَوْتِ تـَمْرَحُ حَوْلـَنـَا

وَالـْعُمْرُ يبْكِي .. وَالـْحَنِينُ ينَادِي

مَا بَينَ عُمْـــــر ٍ فـَرَّ مِنـِّي هَاربـــــًـا

وَحِكايةٍ يزْهـُــو بـِهـَـــا أوْلادِي

عَنْ عَاشِق ٍهَجَرَ البـِلادَ وأهْلـَهـــــــَـــا

وَمَضي وَرَاءَ المَال ِوالأمْجـَـــادِ

كـُلُّ الحِكـَايةِ أنَّهـــَـــا ضَاقـَتْ بـِنـَـــــا

وَاسْتـَسْلـَمَتَ لِلــِّـصِّ والقـَـــوَّادِ!

في لـَحْظـَةٍ سَكـَنَ الوُجُودُ تـَنـَاثـَـــرَتْ

حَوْلِي مَرَايا المَوْتِ والمِيـَـــلادِ

قـَدْ كـَانَ آخِرَ مَا لـَمَحْتُ عـَلـَي الـْمَـدَي

وَالنبْضُ يخْبوُ .. صُورَة ُالجـَلادِ

قـَدْ كـَانَ يضْحَـكُ وَالعِصَابَة ُحَوْلـَــــــهُ

وَعَلي امْتِدَادِ النَّهْر يبْكِي الوَادِي

وَصَرَخْتُ ..وَالـْكـَلِمَاتُ تهْرَبُ مِنْ فـَمِي:

هَذِي بـِلادٌ .. لمْ تـَعُـــدْ كـَبـِلادِي




هكذا نشرتها جريده المصرى اليوم بتاريخ 2/1/2008 فى مطلع العام الجديد


اعتذر بشده اعزائى المدونين على غيابى الطويل وتقصيرى معكم وعدم ردى على الكومنت واشكر كل من سأل عن سر الغياب ومعلش بقه امتحانات وكده .. الحمد لله خلصت والنتيجه ظهرت والترم التانى بدء كمان
متمنيا للجميع التوفيق

خلص الكلام و السلام خير ختام
حسام مراد

22 comments:

daktara said...

السلام عليكم
ازيك يا حسام
فاروق جويدة طبعا مش محتاج تعليق والقصيدة تقطر دما
لكن الغريب اني جاي اتعرف عليك بعد ردك علي بوستي في المدونة بتاعتي
لقيتك حاطت هذه بلاد لم تعد كبلادي
شيء غريب صح
تعليقك وبعدين بوستك ايهما اصدق
د. خالد عزب

reri said...

قريت القصيده في الأهرام والمصري اليوم
وإحتفظت بيها
لأنها جميله فعلا
إلا صحيح إنت عزلت ليه يا شغاااااااااال
هو هنا أوسع ولا حاجه
:)))
سلامااااااااااات

حسام مراد said...

daktara

اهلا بيك فى شغال يا معلم

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

طبعا فاروق جويده مش محتاج اى تعليق

ومش غريبه انى اعلق عندك التعليق ده وانا حاطط عندى القصيده دى
ماتتغرش بالعنوان وشوف القصيده بتحكى فى ايه
وايه اللى مخلى الشاب ده مخنوق من بلده ومسافر ومسافر ليه وعشان ايه ومين اللى مستولى على بلده كما وصففهم فاروق جويده بالعصابه
مش طبعا الشعب

اللى عايز اوصلهولك مفيش اى تضاد بين اللى انا كاتبه هنا و بين تعليقى اللى عندك على بوستك اللى كل اللى معلق عايز يتبرى من كونه مصرى

وتنورت المدونه يا دكتره

تقبل ارق تحياتى

حسام مراد said...

رحاب

منوره المدونه والله من زمااااااان

انا قريتها فى المصرى اليوم ومحتفظ بيها برده

مش عارف والله بس يمكن كون الدومين حسام وورلد اشيك وعالمى
من حسام بى تى اس
ههههههههههههههههه

يلا
تقبلى ارق تحياتى
وسلاموووووووووووووووووووووز

غمض عينيك said...

حمد الله على سلامتك ياباشا ويارب دايما بالتوفيق

القصيدة صعبة اوي وان كانت حقيقية بالفعل
الحقيقة الكلمات اكثر من رائعة ومعانيها مؤثرة جدا جدا

اعذرني انا كمان لتقصيري

تحياتي ليك
محمد سمير

عاشقة الوطن said...

السلام عليكم
ازيك ياحسام

فاروق جويدة حس الشباب اوى وحس التججربة المريرة اللى مروا بيها
عشان كده اللى هو كاتبه كان من احلى واجمل الكلام
خلى الواحد يحس بضعف شبابنا بجد
خلنا نحزن بجد

شكرا لنقلك القصيدة ياحسام
تحياتى

Vague said...

فعلا تخش على القلب على طول

نفسي اشوف بلادي اللي كان بيتكلم عنها دي
انا سمعت عنها بس

الأستاذ said...

رهيبة
أنا أصلاً بحب فاروق جويدة
ولكن حبي له لا يمنع من إدراكي لهذه المأساة
صدقت يداه فيما كتب
تحياتي

. said...

هو انا مينفعش انفرد بحبي للراجل ده ابدا
ده مصر كلها طلعت بتحبو
راجل يستاهل بصراحة


احم احم هو انا مخبطتش ولا ايه
حساااااااااام
الغييييييييييييييبة الطويييييييييلة
بس معلشي لكل محتهد نصيب
ايه الاخبار طمننا
يارب تكون بخير
عودة جامدة جدااا
مستنية بوستاتك اوعى تكون الامتحانات نستك حبيبك من المدونيين
تحياتي
و
شغاااااااااااال

حسام مراد said...

غمض عنيك

منور شغال والله
وشغال يا معلم والقصيده تحفه وعناها صعب اوى اوى

تحياتى

حسام مراد said...

عاشقه الوطن

شكرا لسؤالك وتعليقى الجميل اوى ده

فعلا فاروق جويده عرف يوصلنا المعنى بكل تفاصيله وبكل جوانبه المحيطه من اهل وبلد وحكومه وظروفه
بجد قصيده اكثر من رائعه

تحياتى

حسام مراد said...

Vague

منور شغال
بلادى
يا ريت بس انت قول يا رب
يا حبيبتى يا مصر

تقبل ارق تحياتى وسلاماتى

حسام مراد said...

الأستاذ

تحياتى ليك ياباشا ومنور

حسام مراد said...

سدرة

يا هلا يا هلا شو الاخبار
فينك من زمان
ااقصد انا فينى من زمان
لا معلش والله الامتحانات ومصدقت خلصت امتحانات بدات الترم التانى وانا دلوقتى فى امتحانات الفرست ميد تيرم ومطحون والله
المهم انا تمام الحمد لله

وطبعا ما ينفعش تنفردى بحبك ليه ابدا
عشان الناس الجامده دى ماينفعش فئه محدده تحبها بس واذ كانوا محترمين بجد بكتابتهم

المهم انتى شيدى حيلك
وشغااااااااااااااااااااال
تقبلى ارق تحياتى وسلاماتى

كرياكو said...

السلام عليكو
حسام منور ياباشا
اختيارك جميل اوى والقصدية جميلة فعلا

تحياتى

ابو العربى said...

القصيده دى رائعه قوى ومعايا ملف صوتى ليها وتعتبر رد على المفتى

وتقبل تحياتى

حسام مراد said...

كرياكو

منور المدونه فيييينك يا عم من زمان
يا ريت المانع خي
تقبل تحباتى وسلاماتى

حسام مراد said...

ضد الظلم

يا هلا يا هلا منور المدونه يا ابن بلدى
ويا ريت تبعتلى لينك الصوت ليها
اكون شاكر جدا
تقبل تحياتى وسلاماتى

ahmed said...

كل واحد وله قانونه والاقوى دايما قانونه اللى يصح والكل يعمله حساب وهيبه لازم تكون الاقوى عشان تفضل علطول الصح

ali said...

الجزيره فيلم من نوعيه الافلام الذى تحترم عقلية المشاهد وتناقش قضيه بعمق وتطرحها للتدوال والحلول وقليلا ما نجد نوعيه من هذه الافلام فى السينما العربيه وذلك بفضل اداء رائع لممثلون على قدر عالى من الموهبه وسيناريو محكم واخراج رائع بقدر وحجم شريف عرفة وموسيقى تصويريه رائعه لـ الرائع عمرو خيرت
انه فيلم كما قال عليه منتجه

zaid said...

هذا يدل على قانون الغابه الذى يتماشى مع تفكيرهم وتفكير جميع الجماعات والعصابات القاطنه فى الصحارى والجبل فى الصعيد
ومن وجهه نظرى المتواضعه ان الحوار الذى دار بين منصور الحفنى وعلى الحفنى الاب هو ببساطه يلخص كل مانقش فى الفيلم من قضايا لما تطرق الى مشكله الاتجار فى المخدرات وبرر ذالك له وانهم على الصواب وايضا تطرقوا لحسابهم يوم الاخره

لمار للتسويق الالكتروني said...

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

Al-Tamayoz Al-Janoubi Company for Home Services Cleanliness is one of the most important things that a person must pay attention to in order to protect the public health from the diseases that may affect the person because of the presence of piles of garbage, which may be close to the place of residence. The external environment is polluted and filled with very harmful microbes. The cleaning world is better than the treatment, and we in our company provide all our customers unlimited services, cleaning world, whether cleaning apartments, villas, houses, mosques, public institutions, government, companies, offices, Whatever you want to clean, we provide you with the fullest We have the best trained workers who do all types of cleaning.
شركة تنظيف منازل بخميس مشيط
شركة مكافحة حشرات بخميس مشيط
شركة تنظيف بابها
شركة تنظيف فلل بابها
شركة تنظيف منازل بابها
شركة مكافحة حشرات بابها


>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>