تاكسى حواديت المشاوير

تاكسى
حواديت المشاوير لــ خالد الخميسى

بطبيعتى مغامر فى كل شئ حتى فى شراء الكتب لاشخاص لا اعرف اسماءهم من قبل ولكن الفضول البشرى هو الذى دفعنى لاقتناء هذا الكتاب تاكسى حواديت المشاوير كم هو اسم جذاب يثير الفضول وكم منا له حدوته فى مشوار مع سائق تاكسى مشابهه لحواديت هذا الكتاب فحواديت هذا الكتاب قد جرت احداثه ما بين ابريل 2005 الى مارس 2006 .
فالكتاب عبارة عن حواديت وحوارات بين الراوى والسائق ما بين المخرج والبطل تدار بينهما هذه الحوارات التى يتناولوها بصدق بالغ وصراحه شديدة ونقلها لنا مخرج هذا العمل الابداعى بلغتهم الحية الفجة الصادقة ورصد لنا خلال هذه الفترة الاحداث السياسية والاجتماعية والاخلاقية والثقافية والرياضية وتطرقوا لكل اوضاع البلاد وغاصوا بعمق داخل مجتمعنا المصرى بكل جراءه .
فقد وجد هذا المخرج ابرع من يقوم بدور البطولة لعمله وهو سائق التاكسى وهم فئه لماحه وراصده لاحوال الشارع المصرى وعلى حد تعبير الكاتب فهم (ترمومترات الشارع المصرى) وصور هذا العمل ببلاتوه جميل تاكسى القاهرة الذى يجوب شوارعها ليلا نهارا من ارقى احيائها اى افقر حاراتها وتركنا نعيش معهم نشعر بألامهم نلمس احلامهم نعيش افراحهم ونتفق وقد نختلف مع ارائهم فبحق بانها ملحمه ابداعيه فى وصف مجتمعنا ورصد اراءه وافكاره .

من النادر جدا ان يتعرف انسان على مثل هذا السائق رجل فى الخمسين من العمر...متأنق الهندام...حليق الذقن...عطر الرائحة...صوته عميق وهادئ ...كاهن بوذى او زاهد فى الصحراء او يمكن ان يكون قديسا فى دير ناء .
هكذا وصف لنا الكاتب هذا السائق
...السائق : كل حاجة فى الدنيا دى لها جمالها... يكفى انك تفتح قلبك عشان تشوف الجمال اللى حوا لينا
ويتحدث السائق عن مصر وعن النيل وعن كل شعور بالخوف سوف يلحقه شعور بامل فى غد افضل .
أنا كل يوم بأخلص وردية التاكسى وأنا خايف....خايف على ولادى وخايف من المستقبل وخايف من الدنيا وبعد ما اخلص وردية الصيد ببقى كلى امل.. امل فى بكره وثقة ان كل شئ ح يبقى تمام وان ربنا مش ممكن ح ينسانا ده مصر مذكورة فى القرآن واحنا جند الله .... ازاى بقى ح ينسانا...مش ممكن.
ونحن كذالك لايمكن ان ننسى هذه الكلمات البسيطه وسنتذكر اسمه كما ذكره لنا الكاتب.....شريف شنودة .

وينهى كاتبنا حواديت هذا الكتاب بهذه الحدوته الملائكيه ويصف هذا السائق بالملاك الاسود ويشير الكاتب انه من الممكن استخدام صفه الاسود للاشاره الى النقاء خصوصا ان بطلنا هذا من اجمل بقاع مصر اسوان .
انا : ...............انت رسام ولا ايه؟
السائق :كنت بحب الرسم جدا ....اه كنت بارسم
انا :كنت !!......وليه سبت الرسم؟
السائق: يااااه....أنا سبت حاجات كتير قوى ... طول ما انت ماشى بتسيب حاجات وراك وعشان ترجع تانى مستحيل..... العقارب بتتحرك لقدام بس .
ويتحدث السائق عن الاشياء التى يهواها ويتحدث عن منزله
هو العش اللى طلعت بيه من الدنيا
ويستكمل حديثه عن هذا العش واصفا اياه .
انا ساكن فى دور ارضى فى القطامية عندى جنينه قدام البيت ..... زارع مسك الليل ولبلاب ودفونباخيا وجهنميه......وزارع كمان هبسكس بزهرة حمراء...دى بتقفل بالنهار وتفتح بالليل ... وأنا كمان غاوى عصافير , عندى قفص كبير فيه يجى عشرين عصفورة ....... وعندى كمان احواض سمك عندى فانتيل وجوبى وعامل قاعده عربى على الارض وحواليا حوض السمك والعصافير , وقدامى من الشباك باشوف الجنينه. باحس انى فى الجنه بعيد عن جحيم القاهرة .
أنا : اية الجمال ده كله .
مقتطعا حديثهم واتخيل هذه الجنه التى يعيش فيها هذا الملاك .
السائق :...... تعرف حضرتك وأنا فى بيتى بابقى خارج المكان وخارج الزمان عينى على السمك وودنى مع قزقزة العصافير وبشم فى الليل ريحه مسك الليل .
هذه أخر حواديت هذا الكتاب الرائع كم هذا السائق جميل وكم هذا الكتاب بسيط
واتمنى منكم قراءه هذا الكتاب تاكسى حواديت المشاوير
واوود ان انهى كلامى بجزء من مقدمة الكتاب لخالد الخميسى
فحضارة هذا الشعب تتجلى فى بسطائه , فهذا الشعب المصرى العظيم الرائع معلم بحق لكل من يريد ان يتعلم

قال الكاتب خالد الخميسى عن الموضوع

- سعدت جدا بقراءة مدونتك , وسعدت بالتاكيد على كلمتك عن كتابى , سوف أتابع كتاباتك فى مدونتك , تلك الظاهرة الهامة التى سوف تصنع عصرا جديد من ثقافة البشر - خالد الخميسى 12/04/2007.


فصل من الكتاب لمن يرغب فى قراءته
نبذه عن الكاتب / خالد الخميسى
خلص الكلام والسلام ختام
حسام مراد